مرر أو انقر للتكبير

الدين (دراسة في تاريخ الأديان)

٠/٥

-

لا توجد تقييمات

رقم المنتج: 7272

١٥٠ ج.م.‏

الدين (دراسة في تاريخ الأديان)

الدين
(دراسة في تاريخ الأديان)

 نبذة عن الكتاب:

 في هذا الكتاب بالغ الأهمية ، يعالج فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز "الدين" بمفهومه العام .. الدين من حيث هو دين ، أي الخصائص العامة والسمات المشتركة للدين بصفة عامة لا كدين مخصوص .. بعد المقدمة ، يحاول الكتاب البحث في "معنى الدين" .. ومن خلال بحث معجمي يتضح للكاتب أن "الدين" في العربية يحتمل معاني متقاربة يدور بعضها حول بعض .. ف "دانه" تعني أخضعه وقهره .. و "دان له" تعني خضع له وانقاد .. و"دان به" تعني ألزم نفسه به واتخذه لنفسه .. ثم ينتقل إلى محاولة التحديد الاصطلاحي لمعنى الدين ، فيستعرض طائفة من التعريفات التي حاول أصحابها تجلية مفهوم الدين وإيضاحه ، ويتناولها بالنقد والتمحيص ، وصولا إلى تعريفه الذي يرتضيه ، ألا وهو : الاعتقاد بوجود ذات – أو ذوات- غيبية علوية ، لها شعور واختيار ، وتصرف وتدبير في الشؤون التي تعني الإنسان، اعتقاد من شأنه أن يبعث الإنسان إلى مناجاة هذه الذات ، رغبة ورهبة ، في خضوع وتمجيد. ويسوق المؤلف الاعتبارات التي دفعته إلى صوغ تعريفه على هذا النحو، وهي كما يأتي : 1- هذا التعريف يشمل الأديان كلها ، وحيانية كانت – الدينات الثلاث- أم غير وحيانية .. 2- هذا التعريف يؤكد على أن الإنسان يتوجه بالتدين إلى ذات أو ذوات ، يشعر نحوها بالخضوع والتمجيد ، فيخرج من التعريف بالتالي خضوع الإنسان لرغبات أو شهوات –كالأكل والجنس- أو خضوعه لقوانين الطبيعة ونواميسها ، كالعلماء الطبيعيين مثلا .. 3- هذا التعريف يؤكد على أن الذات/الذوات التي يتوجه نحوها التدين هي ذوات غيبية علوية ، أو قل روحية .. ويؤكد المؤلف أنه حتى الديانات التي توجهت إلى أحجار وأشجار وأشخاص ، لم تتوجه إليهم بذواتهم المتجردة ، بل اعتقادا في تمثل سر أكبر فيهم ، وحلول معاني أعظم من خلالهم .. 4- هذا التعريف يؤكد على أن الدين يتوجه إلى من يملك في شأن الإنسان تصرفا وتدبيرا ، وليس العكس ، فيخرج من التعريف بالتالي اتصال الكهنة والسحرة بكائنات روحية يسخرونها هم لمقاصدهم ، فالعلاقة في الدين تتجه نحو طرف أعلى ، حر قادر متصرف.. 5- هذا التعريف يخرج منه بعض الفلسفات الشرقية مما اصطلح على اعتبرها "ديانات" ، وذلك لكونها لا تشتمل على فكرة الألوهية والخضوع ، ولذا فالمؤلف يصنفها على أنها فلسفات لا أديان .. 6- هذا التعريف يؤكد أن الخضوع في الدين خضوع طوعي اختياري ، ممتزج بتمجيد ومحبة ، وليس خضوعا يائسا عاجزا ، بل هو خضوع يمنح الإنسان أملا وطموحا إلى السعي والفعل .. ثم ينطلق الكاتب في محاولة تبيين الصلة بين الدين وبعض المباحث الأخرى ، التي تشكل علاقة الدين بها مبحثا إشكاليا. فيستعرض العلاقة بين الدين والأخلاق ، ويوضح أين يلتقيان وأين ينفصلان ، ويميز بين العلاقة كما يجب أن تكون ، وكما تجسدت في التاريخ.. ويخلص إلى أنه وجد هناك مجتمعات تقيم علاقاتها وقواعد سلوكها (أي أخلاقها) على غير الدين ، كأن تقيمها على القوة أو المنفعة أو اختيار الناس المحض .. ووجد كذلك أديان أو نزعات دينية جوهرها التأمل المنعزل منقطع الصلة بالواقع والناس .. كما يلاحظ الكاتب أن النزوع الأخلاقي عند الإنسان يبدأ معه في طفولته ، لكن نزوعه الديني النظري يبدأ لاحقا .. ثم يقرر الكاتب أن الحقيقة النظرية لا بد من أن تستند إلى تمظهرات عملية وسلوكية ، وبذا فإن خلاصة رأيه أن الدين والأخلاق شجرتان متجاورتان ما تلبث أغصانهما أن تتشابك مشكلة ظلا مشتركا بينهما ، فضلا عن الظل المنفرد الذي تشكله كل منهما على حدة .. ثم يمضي إلى تبيان العلاقة بين الدين والفلسفة في أحد أكثر أجزاء الكتاب إبداعا وتجليا .. وسأحاول إجمال عرضه للعلاقة بينهما في النقاط التالية : 1- الدين والفلسفة موضوعهما واحد ابتداء ، هو المعرفة (الحقيقة) والسلوك (الأخلاق ، الخير). 2- رغم اتحاد الموضوع ، إلا أن بينهما اختلافا بينا في الوسائل والمناهج. 3- بعض المذاهب الفلسفية تباين الأديان تماما (كالفلسفات المادية) وبعضها تلتقي معها في أشياء وتخالفها في أشياء . 4- ينقد المؤلف القول إن الفلسفة تعمد إلى البرهنة ، أما الأديان فتنزع إلى الخطابية والبيانية والإقناع التمثيلي .. ويؤكد أن بعض الأديان لا تخلو من معرفة برهانية ، والفلسفات لا تخلو من خطابية وبيانية. 5- ينقد مقولة أن الفلسفة إجمالا تستند إلى نور العقل البرهاني ، بدليل أن الفلسفات تتعارض وتتناقض ، والحق المطلق لا يتناقض بل يؤيد بعضه بعضا . 6- يوافق الكاتب إجمالا على مقولة أن الأديان يغلب إليها الإشارة الموجزة المجملة إلى الحقيقة النظرية، في مقابل تركيز تفصيلي على الحكمة العملية ، بينما يغلب على الفلسفة العكس ، مع وجود استثناءات. 7- ينقد المؤلف المقارنة الحديثة بين الأديان والفلسفة ، من مثل نسب الفلسفة للحرية والأديان للنظام ، أو نسب الأديان للمجتمعات والفلسفة للأفراد الممتازين ، ويفصل في ذلك. وفي نهاية هذا المبحث ، يقدم المؤلف مقارنة مبدعة محلقة بين الفلسفة والدين ، مبرزا أن مطلب الفلسفة المعرفة ، أما مطلب الدين فالإيمان ، وأن الفلسفة ترى الحقيقة باردة جافة ، أما الدين فيطلبها متوثبة متقدة ، وأن الفلسفة تصل إلى الحقيقة بتقطيعها أوصالا وإزهاق روحها ، أما الدين فيلامسها روحا حية كلية متصلة ، وأن من شأن الفلسفة الاستئثار ، ومن شأن الدين الانتشار ، وأن الفيلسوف حين يبشر بفلسفته فإنه يستعير ثوب النبي ، وأن المؤمن حين ينكب على نفسه متأملا فإنه يستعير أعطاف الفيلسوف ، إلى نهاية المقارنة التي تبدو أجمل مفاصل الكتاب وأثراها . أما المبحث الثالث ، فيتناول ماضي الظاهرة الدينية وتاريخ التعرف إليها ومستقبلها في ضوء العلم الحديث خصوصا ووظيفة الأديان المجتمع ويعرض للآراء المختلفة وينقدها .. وحين نصل المبحث الرابع والأخير ، نكون وصلنا إلى أكثر فصول الكتاب عمقا وإشكالية ، وهو البحث في نشأة العقيدة الإلهية ، أو نشأة الدين ، لا من حيث البحث التاريخي ، بل من حيث تشكل الظاهرة الدينية في الإنسان في أي زمان ومكان ممكن .. يبدأ المبحث باستعراض وجهتي النظر المشهورتين ، التي تقول إحداهما إن الأصل هو الخرافة والوثنية ، وأن الأديان "تطورت" حتى وصلت إلى أشكالها التوحيدية .. وتقول الأخرى إن الأصل هو التوحيد ، وإن الشرك والوثنية انحراف .. وينصب نقد المؤلف على منهجية استخدام الأديان البدائية الوثنية في عصرنا الحاضر نموذجا لدراسة نشأة الظاهرة الدينية ، ويبين أن ذلك نوع من المصادرة على المطلوب ، إذ يفترض سلفا أن هذا الشكل من التدين هو الشكل البدائي الأول ، متجاهلا احتمالية أن تكون هذه الأديان نفسها اعتراها التحوير والتزييف. ثم يعرض الكاتب للمذاهب المختلفة التي حاولت تفسير نشأة التدين : أولا : المذاهب الطبيعية ، التي تعزو الظاهرة الدينية إلى تأمل في الظواهر الطبيعية أو خوارق الطبيعة، وما وجه إليها من اعتراضات. ثانيا : المذاهب الروحية (الحيوية) التي تنسب نشأة التدين إلى التعلق بأرواح الموتى ، ويقدم نقدا له. ثالثا : المذاهب النفسية ، التي تعزو الظاهرة الدينية إلى نفس الإنسان وتأملاته وتقلباته الذاتية. ومن أبرزها: 1- نظرية ساباتييه : التي تعزو نشوء التدين إلى تلك الفجوة التي يشعر بها الإنسان بين حساسيته وإرادته .. فحساسية الإنسان تُدخل عليه من المشاعر والعواطف والآلام ما يتوق لصده من خلال الإرادة التي تنبعث منه . لكن هذه الإرادة محكومة دوما بأن تظل أضعف من حجم ما يدخل إلى النفس من مصاعب وآلام ، فمن هذه الفجوة وهذا النقص تنقدح شرارة النور الديني. 2- نظرية برغسون: التي تعزو التدين إلى حاجة فطرية لإيجاد بديل عن الآلام والتضحيات التي يتكبدها الفرد إزاء المجموع والفرص التي يفوتها كي لا يخدش الصالح العام (نتذكر نيتشة هنا) وأن هذه الحاجة تولد التدين ، فضلا عن أن التدين يفتح دائما إمكانات محتملة ، لأن الحياة وفق يقينية صارمة لا يمكن أن تعاش ، فلولا الأمل بالشفاء لما تجرعت الدواء ، ولولاه لما أرخيت القوس لأصطاد ، فالتدين نوع من سد لثغرة عدم يقينية الطبيعة وصرامة انغلاق قوانينها. 3- نظرية ديكارت : التي تقول إن الكمال فكرة أولية بدهية غير محتاجة إلى مقدمات ، بدليل أني أشعر بنقص ما هو ناقص دون أن أعين الكمال من قبل ، فالكمال إذن مكنوز في فطرتي ولا بد من وجود كمال مطلق هو الله . رابعا : المذاهب الأخلاقية : وتمثلها نظرية كانط المستندة إلى النسق المعروف : ثمة خير وشر أشعر بهما شعورا أكيدا من تلقاء نفسي ، ولأن الخير موجود فإنه ممكن التحقق ، ولأن تحققه الكامل غير متيسر فإنه لا بد أن يتحقق ولو تدريجيا ، وحين ستحقق الخير المطلق فإنه يلتحم بالسعادة المطلقة .. ولكن الحياة قلما تجتمع فيها الفضيلة والسعادة ، فالفضيلة تسبب تعبا وعناء وألما ، ولذا كان لا بد من الخلود ليتحقق كمال الخير مع كمال السعادة ، ولا بد من إله يمثل العدالة المطلقة التي تمنح السعادة على قدر الفضيلة ، وتحقق التحامهما الخالد. خامسا : المذاهب الاجتماعية: وتمثلها نظرية إميل دوركايم ، التي تنفي العوامل النفسية الفردية في نشأة التدين ، وتنسبها إلى المجتمع وعاداته وتقاليده ، واتخذ دوركايم من قبائل أستراليا وأديانهم نموذجا نسج على منواله نظريته في نشأة الظاهرة الدينية ، وقد قدم المؤلف نقدا له بطبيعة الحال .. وفي النهاية ، فالكتاب متميز في طرحه ، وعلى قدر عال من الرصانة والانضباط العلمي والمنهجي ، وتتجلى فيه قدرة المؤلف على طرح الآراء بإنصاف ، ونقدها بأدوات منهجية حسنة الصياغة والضبط ، ولا تخفى على القارئ القوة المنطقية والاستدلالية عند المؤلف ، وإجادته لاستخدام أدواته عارضا أو ناقدا .. ويجدر بالكتاب أن يقرأ وتعاد قراءته ..

  • تأليف: الدكتور محمد عبد الله دراز
  • الناشر: دار ابن الجوزي -القاهرة
  • مقاس الكتاب : 24*17
  • عدد الصفحات : 129 صفحة
  •  عدد الألوان :2لون
  •  نورع الورق : شمواه 70 جم
  •  نوع الغلاف : مجلد سلوفان

منتجات مشابهة

شاهد جميع المنتجات

شرح الأصول الثلاثة

٠/٥

لا توجد تقييمات

١٠٠ ج.م.‏

أدب الكاتب

٠/٥

لا توجد تقييمات

١٧٥ ج.م.‏

إليك أيها الفتي المسلم

٠/٥

لا توجد تقييمات

٣٠٠ ج.م.‏