أين أخطأ داروين

تأليف :  جيرى فودر
تقديم :د/ خالد بن عبدالرحمن الشايع
الناشر : رواسخ

هذا الكتاب:
 يوجـد لنظريـة التطـور الداروينيـة (الجديـدة) شـقان منفصلان لكنهمـا مرتبطـــان: فهنالـــك التفســـير التاريخـــي لسلالات الأنـــواع وهنالـــك نظريـــة االنتقـــاء الطبيعـــي
 إن الأطروحـــة الرئيســـة لهـــذا الكتـــاب هـــي أن الانتقـــاء الطبيعـــي نظريـــة خاطئـة و لا أمــل فـي إصالحهـا، فليـس لدينـا مشـكلة مـع نظريـة سلالات الأنـواع؛ إذ مــن المحتمـل جــدا - بــل لـعـلــه الأرجـح - أن تكـون نظريـة سلالات الأنـواع صحيحـة، وإن كانـت نظريـة الانتقـاء الطبيعـي خاطئـة، ولذلـك فإننـا مســتعدون تمامــا - علــى الأقــل لمصلحــة النقــاش فـــي هـــذا الكتــاب - أن نقبـل أن أغلـب الأنـواع أو كلهـا ذات أنسـاب مرتبطـة تاريخيـا، وربمـا تنحـدر جميعـا مـن سـلف بدائـي مشـترك، وأنـه - كقاعـدة ثابتـة - كلمـا زاد التشـابه فــي الأنمــاط الظاهريــة بيــن نوعيــن، كان الســلف المشــترك لهمــا أقــرب إلا أن قولنـــا بـــأن نظريـــة ســـلالات الأنـــواع ونظريـــة الانتقـــاء الطبيعـــي مســـتقلتان عـــن بعضهمـــا، لا يعنـــي أننـــا نفتـــرض أنهمـــا غيـــر متصلتيـــن، فكــر فــي نظريــة ســلالات الأنــواع كشــجرة أو شــجيرة تتكــون مــن عقـــد ومســـارات أغصـــان، فتمثـــل كل عقـــدة نوعـــا، وكل نـــوع هـــو ســـلف لـكل العقـد التـي تتلـوه فـي المسـارات، وتبـرز حينئـذ الأسـئلة: كيـف أصبـح تصنيــف الأنــواع بالشــكل الــذي هــو عليــه الآن؟ مــا الــذي يحــدد أي العقــد توجــد، ويحــدد أي مســارات توجــد بينهــا ؟ وبشــكل أدق مــا هــي العمليـــة التـــي يتمايـــز بهـــا النـــوع الســـلف حتـــى ينتهـــي بـــه المطـــاف إلـــى ذراريـــه مـــن الأنـــواع الأخـــرى؟.